إعادة اكتشاف العهود

د. ستيف ب. يونغ هو المدير التنفيذي العالمي لمنظمة Caux Round Table، وهي شبكة دولية من قادة الأعمال ذوي الخبرات، ممَّن ينادون باتباع نهج ملتزم حيال الرأسمالية العالمية.
أتذكر أننا كنا في اجتماع على مائدة مستديرة مشتركة في لندن عام 2001، في اليوم نفسه الذي وقع فيه الحادث الإرهابي على برجَيّ مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك. ذلك الحادث الذي صدمنا جميعًا، وصدمني شخصيا، فلم أعرف كيف يتوافق ذلك وفكرتي عن الإسلام. فخرجتُ واشتريتُ نسخة من القرآن، هذه النسخة هنا، وقرأتُها.
رحلة نحو المعاهدات
لقد قرأتُ الكريم حتى الآن عدة مرات، وأذكر أنني ذُهلت من أول سورة فيه، تلك التي تتحدث عن الله الرحمن الرحيم. ثم بدأتُ رحلة شخصية لمعرفة الإسلام والقرآن والنبي محمد ﷺ معرفة أعمق.
ثم بدأتُ رحلة شخصية لمعرفة الإسلام والقرآن والنبي محمد ﷺ.
ومن خلال مائدة كوكس المستديرة، تعرَّفت إلى بعض العلماء المتميّزين والمفكرين في الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا. وكان مِن بين المشاركين معنا في عملنا منذ عام 2018 ابنُ أخت أحد هؤلاء العلماء، وهو الأستاذ الدكتور عبد الله أسد، الذي يعمل إمامًا هنا في مينيسوتا. وبالاشتراك مع الأستاذ عبد الله، كتبتُ كتابيْن عن التوجيه القرآني للحُكم الرشيد. وكنّا نُنظِّم حلقات عمل، هنا في مينيسوتا، للمسلمين الأمريكيين، تدور حول التوافق بين الإرشادات الإسلامية والديمقراطية الأمريكية. وفي أحد الاجتماعات، قال الإمام عبد الله أسد أن ذلك يشبه كثيرًا معاهدات النبي ﷺ.
أصابني وزميلي الأستاذ دوران هنتر الذهول، ذلك أننا المسيحيين لم نسمع من قبل عن معاهدات النبي ﷺ. فقلتُ: وما معاهدات النبي ﷺ؟ فردّ الإمام قائلًا: إنّ النبي ﷺ دخل في تلك المعاهدات مع الطوائف المسيحية احترامًا لها ومن أجل حمايتها.
اكتشاف قصة غير مروية
أعطتني نظرة مختلفة عن النبي ﷺ وعن الإسلام
لم نكن نعرف تمامًا أين نتّجه بعد ذلك. بدأنا رحلة استقصاء ودراسة، ونظرتُ إلى واحدة أو اثنتيْن من تلك المعاهدات، وتأثرتُ على الفور وذُهلت، وقلت: هذا مهم جدًّا. ولم أفهم لماذا لم أسمع أنا ومعظم المسيحيين عن تلك المعاهدات التي أعطتني نظرة مختلفة عن النبي ﷺ وعن الإسلام.
كان الكرسي الذي أشغله هو كرسي اللورد برينان من المملكة المتحدة، وكنّا نتدارس القِيَم في مائدة كوكس المستديرة كما ذكرتُ سابقًا، بين مبادئنا الأخلاقية الخاصة بالأعمال، والتقاليد الكاثوليكية والإسلامية والبوذية والكونفوشية.
لذا سألتُ دوران وصديقًا آخر معنا، وهو كبير الأساقفة توماسي، الذي أصبح الآن كاردينالا في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، عمّا إذا كانوا قد سمعوا عن تلك المعاهدات من قبل، فأجابوا جميعًا بأنهم لا يعرفون عنها شيئًا. لذلك أرسلتُ لهم نُسخًا من النصّ، فتأثروا هم أيضًا بالغ التأثّر. وأجمع دوران وكبير الأساقفة توماسي على أهمية دراسة تلك المعاهدات.
وقد احتجنا أن نعرف - بوصفنا مسيحيين - الظروف التي عقد خلالها النبيُّ ﷺ معاهداته وسياقها التاريخي. وهل هي حقيقية تاريخيا؟ وترجع هذه التساؤلات إلى أننا علمنا من بعض المسيحيين في الشرق الأوسط أنهم كانوا متشكّكين في هذه المعاهدات، فقد كانوا يظنون أنها لا ترجع إلى النبي في الواقع. لذا، تواصلتُ مع زملائي المسلمين من جهة، ومع كثير من أصدقائي في الفاتيكان من جهة أخرى، مقترحًا تكوين مجموعةٍ صغيرة من المسيحيين والمسلمين للتعرف إلى معاهدات النبي ﷺ ودراستها. فعقدنا اجتماعنا الأول في الفاتيكان في يناير 2019، وكان لنا عدد من الاجتماعات الأخرى، منها ما كان عبر تطبيق زووم، ومنها ما كان وجهًا لوجه، وذلك في جامعة أسطنبول شهير.
وبعد ذلك صغنا تقريرًا قدّمناه إلى البابا فرنسيس وإلى العديد من كبار الشخصيات. وتلقيتُ رسالة شكر لطيفة جدًّا من البابا فرنسيس لقيامي بهذه الرحلة لمعرفة المزيد عن معاهدات النبي ﷺ.
المعاهدات مع النصارى
ووفقًا لما فهمتُه من دراستنا، ركّزنا تركيزًا أساسيًّا على معاهدتيْن من تلك المعاهدات، وهما مهمّتان جدًّا، ويبدو أنهما تتمتعان بأكبر قدر من المصداقية بوصفهما من الأحداث التاريخية الحقيقية والواقعية. كانت إحداهما العهدة النبوية التي أعطاها النبي ﷺ لدير سانت كاترين في سيناء، والذي لا تزال زيارته اليومَ في سيناء ممكنةً.
أما الثاني فهو عهد أعطاه النبي ﷺ لنصارى نجران. وأنا متأكد أن كثيرًا من الناس في الشرق الأوسط يعرفون أن مجتمع نجران كان جزءا من اليمن اليوم. وكان أحد أسباب اختيارنا لهذا العهد هو أنه ميثاق مكتمل للغاية، وهو شامل جدًّا، ويغطي الكثير من النقاط بشأن العلاقة بين الإسلام والمسلمين والله والمسيحيين. ثانيًا، أعتقد أنّ في القرآن إشارةً إلى وفد مسيحي من نجران التقى النبيَّ ﷺ. لذا، إذا كان لدينا تأكيد نَصِّيٌّ في القرآن على حدوث لقاء فِعلي بين النبي ﷺ ومسيحيِّي نجران، فإن هذا يسمح باستنتاج احتمال وجود عهد بين الطرفيْن.
أملى النبي ﷺ المعاهدات على الكتبة، وقد كتب عليٌّ بعضها، وكذلك معاوية، وكان هناك شهود أيضًا، حُددت هُوية معظمهم على أنهم من صحابة النبي ﷺ.
وفي مجموعها، أعتقد أن النصوص التي وصلت إلينا تخصّ ستة عهود على الأقل مع مجتمعات مسيحية مختلفة. والآن، وفقًا لما فهمته من مناقشاتنا، لم يبقَ أي عهد أَصْليٍّ، إذ ما بقي غير نُسخ، أو نُسخ من مواثيق أُعطيت للمسيحيين، كالمسيحيين الأرمن، وقد حُفِظت في الأديرة المسيحية على مر القرون. وقد ذهب باحث شاب من جامعة حمد بن خليفة إلى هذه الأديرة، وخاصة أديرة الروم الأرثوذكس على جبل آثوس، ووجد نسخًا محفوظة لدى المسيحيين. وفي السجلات التاريخية أدلةٌ أيضًا، منها أدلة مهمة من مسيحيين في كتابات القرن السابع عن موقف النبي محمد ﷺ الكريم تجاه المسيحيين.
الغرض من المعاهدات
في تلك المعاهدات، يتعهّد النبي ﷺ باحترام المسيحيين. فسوف يحميهم المسلمون، ويحافظون على كنائسهم.
وأنا بصفتي رجلًا أنتمي إلى العصر الحديث، أشعر أن الغرض من المعاهدتيْن كان تأسيس علاقة بين طرفيْن منفصليْن، وذلك من أجل خلق نوع من العلاقة المجتمعية بينهما. كانت هناك هذه الحركة الجديدة، وهي حركة سياسية للنبي ﷺ في المدينة المنورة في البداية، وبعد ذلك كان لديك هذه المجتمعات المسيحية المختلفة. فكيف كانت ستتشكّل علاقاتهم؟ أصدّق أنّ تلك العهود ترجع إلى النبي ﷺ، والأهم لي هي أنها باسم الله، أي أن النبي كان ينفّذ ما كان يعتقد أنه مقاصد الله. وما شعرتُ به عندما قرأتُ العهودَ أول مرة هو أنها تتوافق والسورة الأولى من القرآن، والتي تتحدث عن الرحمة والرأفة.
وفي تلك المعاهدات، يتعهّد النبي ﷺ باحترام المسيحيين. فسوف يحميهم المسلمون، ويحافظون على كنائسهم، وإذا هُدمت كنيسة أو وقع زلزال مثلًا، فسوف يساعدهم المسلمون في إعادة بنائها. وسوف يَحجُّ المسيحيون إلى الأراضي المقدسة أو أي مكان آخر، دون أن يتعرض لهم أحد أو يعتدي عليهم، بل سيحميهم المسلمون.
ولا يضطرّ المسيحيون إلى القتال مع المسلمين. بيد أنهم ينقضون العهد إذا ساعدوا أعداء المسلمين. وهذا نوع معتاد من الترتيبات الدبلوماسية والسياسية بين الحلفاء. ثانيًا، لن يضطر المسيحيون بالضرورة إلى دفع تكاليف حروب المسلمين، لكن يجب عليهم دفع شيء ما لدعم تكلفة الإدارة والحماية، وهو ما أدّى إلى ظهور ما يُعرف بوضع ”الذِّمِّي” (غير المسلم الذي يعيش في ظل حماية حكم إسلامي).
لقد وجدتُ في هذه العهود جوهرًا لعلاقات مجتمعية طيّبة في أمور الممارسة الدينية والزواج والأمن. وعامةً، أود أن أقول أنّ ما وعد به الرسول وحرص عليه، كان خلق دور مشرّف للمسيحيين في المجتمع المتنامي، الذي كان في الواقع أكبر من المسلمين وحدهم، ذلك أنه يعترف بأن المسيحيين ليسوا بالضرورة جزءً من أمة الإسلام، إلا أنهم جزء منها بشكل ما. فهم يعيشون مع المسلمين، ويعتمد الطرفان على بعضهما البعض.
التراث المفقود
بعد حوالي مائة عام من حياة النبي ﷺ، أنّ الأمور قد تغيَّرت في كلا الجانبيْن
وعندما شرعنا في الحديث عن المعاهدات أول مرة مع أناس كثيرين، ومع شخصيات كبيرة، ومع الفاتيكان، كان السؤال الذي ظلّ يتكرر هو: لماذا لم نسمع عنها من قبل؟!
كان هذا هو ردّ الفعل نفسه الذي تلقيتُه أنا وزميلي دوران هنتر، وهو أنّ هذه الأمور تبدو مهمة جدًّا، فلماذا لم نسمع بها؟ وقد تأمّلنا في هذه المسألة قليلًا، لكنها لم تكن المحور الأساسي لدراستنا. وقد خرجت بانطباعيْن، فأنا لستُ مؤرخًا أو عالمَ دينِ، لكن يبدو لي، بعد حوالي مائة عام من حياة النبي ﷺ، أنّ الأمور قد تغيَّرت في كلا الجانبيْن: الإسلام والمسيحية.
فعلى الجانب المسيحي، كان هناك نصٌّ به اسم شخص يُطلق عليه ميثوديوس المزيف. وقد قرأت هذه الوثيقة، التي يبدو أنّ مَن كتبها كان مسيحيًّا غاضبًا جدًّا في القرن الثامن، لم يكن يحب المسلمين أو نبيَّ الإسلام. وتلك الوثيقة لم يؤلفها ميثوديوس الحقيقي، الذي كان - على ما يبدو- كاهنًا مسيحيًّا يحظى باحترام واسع حينذاك. لكن ذلك الكاتب كان شخصًا آخر، شخصًا مجهولًا يكتب بدافعٍ من الحقد.
إن ذلك النَّصَّ يشبه كثيرًا سفر الرؤيا الذي يتناول نهاية الزمان في العهد الجديد في الكتاب المقدس لدى المسيحيين. وقد تأثّر كاتبه كثيرًا بالمانوية والزرادشتية في تقديمه لصراع عظيم في نهاية التاريخ، بين الطيّبين والأشرار، وبين قوى النور وقوى الظلام. ستقع معركة عارمة، ينتصر فيها الطيبون ويضطرون إلى قتل جميع الأشرار. وأنا شخصيًّا لا أشعر بالراحة كثيرًا تجاه هذا النوع من التفكير، لكن على أي حال، مَن مِن الناس يقع في مركز الأشرار في رأيك في هذه النصوص الميثودية المزيفة؟ إنهم المسلمون وقائدهم. وقد تُرجم هذا النصّ إلى اللاتينية، وجرى تداوله فيما يبدو في أوروبا الغربية على يد الكنيسة اللاتينية في روما في القرن الثامن الميلادي، وهو ما أظهر تحيُّزًا لجانب على حساب الآخر. ويبدو كذلك أن هذا النصّ قد أُعيدَ إحياؤه في زمن الحملة الصليبية الأولى، وجرى تداوله مرة أخرى في أوروبا بهدف ترسيخ الشعور برسالة مفادها ضرورة ذهاب المسيحيين الغربيين للقتال لتخليص الأرض المقدسة من براثن هؤلاء الكفار.
وهكذا، ومن ناحية تاريخية، أراد المسيحيون أن يخلقوا حساسيّات تبرّر عدم رغبتهم في احترام النبي أو الاعتراف بفضله. لقد طرأ شيء ما ففضّ الروابط التي أقامها النبي ﷺ. هذا على الجانب المسيحي. وأشعر أن الأمر قد ازداد سوءا بين المسيحيين والمسلمين بعد الحروب الصليبية.
نموذجاً للعالم الحديث
يجب على المؤمنين، من الجانبين، أن يعرفوا جيدا ما قاله النبي ﷺ ووعد به. فإن لهذه المعاهدات علاقة شخصية بالنبي ذاته.
وإذا كانت عهود النبيّ ﷺ بالأهمية التي أحسبها، كيف لنا أن نتأكّد أنّها موضع تقدير اليوم، بل وأن تصبح نموذجًا للأسلوب الذي يجب أن يتّبعه المسيحيون والمسلمون والجميع تجاه الأمم الأخرى؟ ومن هذا المنظور، فإنّ الأمر يتعلق بالحماية، فهي روح المعاهدات وروح النبي ﷺ. وتحدثنا أيضًا عن هذا في مجموعتنا الصغيرة، سواء بشكل رسميا أم خارج المناقشات الرسمية. وقد سيطر على مشاعرنا أمران. أولًا: يجب على الناس أن يقرؤوا المعاهدات، ويجب إتاحتها في الكنائس والمساجد، ويجب على المؤمنين، من الجانبين، أن يعرفوا جيدا ما قاله النبي ﷺ ووعد به. فإن لهذه المعاهدات علاقة شخصية بالنبي ذاته. ثانيًا: نعتقد أن القيادة، بدءًا بالفاتيكان والبابا نفسه من الجانب الكاثوليكي، وكذلك كبار البروتستانت، يجب أن ينضموا إلينا. لقد استدعيْنا البطريرك بارثولوميو من الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية الذي استهوته فكرة إحياء المعاهدات في أذهاننا وقلوبنا. وعلى الجانب الإسلامي، يجب على العلماء الكبار، من أهل السنّة والشيعة على السواء، وأصحاب العقول الكبيرة والأئمة الموقّرين التحدّث عنها أيضًا.
تكوين رابط شخصي
أودّ أنا شخصيا أن أقول: إنّ قراءة المعاهدات كانت مهمة جدًّا لي؛ ذلك لأنني شعرتُ لأول مرة أن لديَّ بعض الإحساس الشخصي تجاه النبي ﷺ. فقد كان النبي ﷺ شخصية بعيدة قبل ذلك. لقد كان في مقدوري قراءة القرآن، وقرأت كتاب الأربعين حديثا النووية، لكن كانت هذه كلها نصوص. لكن حين قرأتُ المعاهدات، أدركت أنها كلمات النبي ﷺ وأفعاله الخاصة. وشعرتُ أنني تعرفت عليه بطريقة أكثر شخصية، واكتسبت احتراما وإعجابا وتقديرا لما قد نطلق عليه نحن المسيحيّون سيرته الروحية، أي ما قام به بوصفه رسول الله للإنسانية كلها.
لذلك أعتقد أن النقطة الأولى هي أن هذه النصوص يجب أن تتاح على نطاق واسع للكنائس والمساجد بوصفها مواد تزوّد الطالب بخلفية مهمة أو موجِّهات للدراسة. النقطة الثانية: أعتقد أنه يجب على كبار رجال الدين، من المسيحيين والمسلمين، أن يؤكدوا لأتباعهم المؤمنين أنّ النبي ﷺ قد أعطانا نموذجا على كيفية تعامل البشر بعضهم مع بعض. وكان مما أدهشني وأذهلني ردودُ فعل أصدقائي وزملائي المسلمين والمسيحيين أثناء قراءتهم للمعاهدات. فبينما كنّا نتحدث عنها، كنت أجدهم وقد تغيّروا تغيّرا شخصيًّا. ووجدت أن كل فرد من المسيحيين قد أصبحوا أكثر انفتاحًا واهتمامًا بالعلاقات مع المسلمين، كما ينطبق الأمر نفسه على المسلمين، الذين أضحوا أكثرَ انفتاحًا واهتمامًا. ثمة حاجة إلى مزيد من الحوار.
إذا ذكر شخصٌ من دِين ما شيئًا عن نصوصه، فإن الطرف الآخر سيهتمّ. وهذا يعني أن الجانب الأول يشعر بأنه يحظى بالاحترام. وإنك ترى بالفعل أشخاصًا يدخلون معًا في ”زمالة”، باستعارة مصطلح إنكليزي، بوصفهم جزءا من مجتمع أكبر، مجتمع قد يكون أشد احترامًا لغايات الله الأسمى، بدلًا من النظر إلى أنفسنا من منظار ضيق على أننا ننتمي إلى هذه الطائفة أو تلك.